فلسفة النوم والأحلام

كيف تتذكر أحلامك؟! كثير منا يحلم بأحلام كثيرة .. بل كلنا! ولكن للأسف .. سرعان ما ننساها بعد القيام من النوم ببضع ساعات! لماذا؟! لأننا نكون في عالم مختلف عن عالمنا .. قد يكون دماغنا يحمل نفس الأفكار من الدنيا إلى عالم الأحلام .. ولكن في الحلم نشعر أن هذا هو العالم الدنيوي .. فتبنى عليه أفكارنا على أنه كذلك! وهنا المشكلة!! إذ أننا لا نشعر بأنفسنا في أحلام إلا في بعض الحالات التي يمكن لنا أن نعرف أننا بداخل حلم ما .. وهنا لن نستمر طويلا في النوم .. سنستيقظ أو سنرغم أنفسنا على الاستيقاظ بعد معرفتنا ذلك .. لخوفنا من المجهول وماذا ينتظرنا في هذا العالم الغريب العجيب! .. ولكون عالم الأحلام يقتضي أن لا تشعر به وأنت بداخله.

ماهو الحلم؟ الحلم شيء غير واقعي يكون حسب ما نفكر فيه وما نشاهده يوميًا أو مانتمناه في أنفسنا..
ماذا يحدث عند النوم؟
عندما يستلقي الإنسان على السرير ويستعد لوضعية النوم ما هو أول شيء يفعله؟ إغماض عينيه! قد تتساءلون لماذا نغلق أعيننا حينما ننام، لكي ننام يجب أن ينقطع حبل أفكارنا وأن لا نفكر في شيء ساعة حدوث النوم .. ومالذي يدفع دماغنا إلى التفكير؟ الإبصار ورؤية أشياء حولنا تدفعنا إلى التفكير .. مثل جهاز التكييف وهل هو مصنوع في الصين أم اليابان وشكله المربع ونور القابس الكهربائي ... إلخ .. حينما نغلق أعيننا فإننا لا نرى شيء .. هل هذا صحيح؟

حسب الوضع .. قد تغلقها لكي تنام وقد تغلقها بسبب أشعة الشمس .. مالفرق؟ حين تغلقها لأشعة الشمس أو لشيء آخر .. نرى أسود في أحمر (حسب ضوء المكان المحيط) .. أما حين نغلقها للنوم فتستعد أعيننا لوضعية النوم فلا نرى شيئًا .. سوى ما نفكر فيه بداخل دماغنا .. وهنا تأتي عملية تنشيط أفكار الدماغ وتأتي بعده عملية تنشيط العقل الباطن، الذي يختزن أطنانا هائلة من الأفكار والمعلومات حول جميع ما شاهدناه .. من الولادة إلى عمرك الحالي .. وربما أيضًا من قبل أن تولد! ..
وحينما يعمل العقل الباطن .. نتوقف عن استعمال العقل الظاهري وهو الذي يجعلنا متيقظين إذا قمنا بالتفكير به .. وهنا نعرف حالة الأرق .. التفكير المتواصل بالعقل الظاهري وعدم استعمال العقل الباطن يؤدي إلى ذلك .. هل المسألة بأيدينا؟

بل بدماغنا! فقد تتعرض خلال يومك لموقف ما يجعلك تفكر به باستمرار قبل النوم ، بواسطة العقل الظاهري! وهنا تظل متيقظًا متيقظًا إلى أن يتعب دماغك من التفكير .. فما جُعل النوم إلا للراحة من التعب والإرهاق الفكري الذي تفكر به في العقل الظاهري أما العقل الباطني .. فالفرضية التالية تحدد علاقته:

* فرضية اتصال العقل الباطني بالروح..

عندما يرتاح العقل الظاهري لك وهو الذي بداخل دماغك .. تبدأ مرحلة النوم .. وهي خروج الروح مؤقتًا من الجسد .. بشكل جزئي ، (لأنه لو غادرته الروح بشكل كامل فإنك ستموت!)، هل تخرج الروح هكذا بدون أفكار ، بدون معلومات؟،
بالطبع لا .. وإلا فكيف تشعر في الحلم كأنك في الدنيا! وهنا يأتي دور العقل الباطن، المكتنز كما ذكرنا ذكريات هائلة جدًا من حياتك كلها .. ومن أشخاص قد رأيتهم في حياتك ولكنك تحسب أنك نسيتهم..
فمثلا تمر في الشارع فترى أشخاصًا كثيرين لأول مرة تراهم .. عقلك الباطن يحفظ أشكالهم وعن كل شيء محيط بك .. وحتى ولو لم تبصره بعينك!

* كيف تتذكر أحلامك (لب الموضوع):

قم بوضع ورقة وقلم بجانبك وبعد أن تستيقظ سارع بكتابة ما رأيته في احلامك أو حتى النقاط الأساسية .. لأنك في كل دقيقة بعد الاستيقاظ تنسى مقطع من الحلم .. أو يكون أسهل لو وضعت مسجل بجانبك حتى تتكلم بسرعة ما رأيته في الحلم .. وطريقة التفكير المستمر بالحلم حتى لا تنساه طريقة فاشلة لحفظ كامل الحلم .. لذلك قم بتسجيل ما قد حلمت به بسرعة .. وصدقني .. هذه الطريقة من أفضل الطرق لحفظ الحلم ومن ثم عرضه على مفسر للأحلام إذا كنت واثقًا أنه ليس حلم بل رؤيا..

ولكن كيف تعرف هل هو حلم أم رؤيا؟ وماهي خصائص الأحلام؟ أسرار كثيرة عن النوم والأحلام في الحلقة القادمة من هذا الموضوع بعد أسبوع ونصف بإذن الله.
ملاحظة: هذه مجرد فرضيات لا أكثر من ذلك .. وقد تكون خطأ أو بعض منها على الأقل .. إذا أردت المشاركة في إيجاد عيوب هذه الفرضيات اكتب ما تريده.
تنويه: لا أنصحك بمعرفة كيف تنام .. إذ أنك إذا فكرت في هذا السؤال كثيرًا .. فستصاب بالأرق عند النوم .. إذ أنك ستفكر في عقلك الظاهري طوال الوقت.. "كيف أنام" .. "هل نمت أم لا" .. "ياترى إذا نمت ماذا يحدث" .. إلخ .... وتمر الساعات وأنت تفكر بذلك!
ولكن اطمئن .. صحيح أنك ستتأخر كثيرًا عن موعد نومك .. ولكنك في النهاية ستنام رغمًا عنك .. وذلك لاجهاد دماغك .. فلن يكون بوسعك أن تفكر أكثر .. فسيغمى عليك بسهولة وتنام في سبات عميق حتى ولو نصف ساعة!.